أقيم الاجتماع التحضيري العلمي "للمؤتمر الدولي لأبي طالب (ع) حامي الرسول الأعظم (ص) في قاعة الاجتماعات للمجمع العالمي لأهل البيت (ع)، وذلك بشكل حضوري وافتراضي.
وشارك في هذا الاجتماع الذي انعقد تحت عنوان "مناقشة الدواوين التي ألفت حول أشعار أبي طالب (ع)" مدير مؤسسة أبي طالب (ع) الثقافية للبحوث والنشر حجة الإسلام والمسلمين "محمد مهدي صباحي الكاشاني"، وأحد أساتذة الدروس العليا في حوزة قم العلمية حجة الإسلام والمسلمين "محسن أحمدي الطهراني".
* مكانة الشعر في التاريخ ودوره الاجتماعي
في بداية الاجتماع أكد حجة الإسلام والمسلمين صباحي أن حياة أبي طالب (ع) لها أبعاد مختلفة، وبما أن الاجتماع انعقد لمناقشة شعر أبي طالب والدواوين المنسوبة، بالتالي لمناقشة جميع أشعاره أبي طالب تتطلب ندوات واجتماعات عديدة.
وفيما يتعلق بمكانة الشعر في تاريخ العرب ودوره الاجتماعي صرح سماحته: كان في العصور المتقدمة كبار الشخصيات السياسية والاجتماعية والمعنوية يستخدمون الشعر أو الشعراء لتنفيذ غاياتها، وبناء عليه نرى أن هناك العديد من الشعراء في بلاط الخلافة الأموية والعباسية، إذ ثمرة عمل هذه الشعراء يحدد بلوغ غاياتهم وللشعر دور مصيري.
وتابع رئيس مؤسسة أبي طالب (ع) للبحوث: كان الشعر يحظى بمكانة خاصة إلى جانب الخطابة والنثر في تلك العصور، بل دوره وأثره أقوى من النثر، ويمكن القول أن الشعر كان يعلب دور الإعلام آنذاك، على سبيل المثال: لتحريض العسكر والجنود للقتال في المعارك والحروب، يستخدم الشعر، وعلى إثره يجتمع الكثير ويتجهزون للحرب، الأمر الذي لا ينحصر إلى تلك العصور، بل حتى في السنوات الأخيرة نحن شاهدنا كيف لعبت دورها الأناشيد والأشعار، وشّدت المنضالين للقتال في حرب الإيرانية العراقية.
* الدعم الأدبي للنبي الأكرم (ص)
ولفت صباحي إلى دور أشعار أبي طالب في الدفاع عن الرسالة المحمدية، وقال: كان عدد المسلمين قبل الهجرة قليلا، وهم يعانون من ضغظ المشركين وأذاهم، ولم يملك النبي (ص) لا العدة ولا العدد، وفي هذه الأجواء والظروف كانت أشعار أبي طالب هي التي ساندته في بداية الأمر وفي مواجهة المشركين حتى لا يؤخذ على النبي (ص) نقطة ضعف، كما أن النبي كان مؤيدا من السماء وكان يحظى بالتأييدات الإلهية، وأن دعم أبي طالب أيضا كان من هذه التأييدات التي تظهر في أشعاره، كما أنها لعبت دورا مصيريا آنذاك.
وتابع صباحي: لم يكن الشعر تمام غاية النبي (ص)، بل كان الشعر محل اهتمامه، وكان أول شاعره هو أبو طالب، إلى درجة أن أبا طالب كان ينشأ الشعر ويرسل بها مع سفير له في الدفاع عن النبي والإسلام، وهذا ما نراه في الأشعار التي أرسلها مع سفير إلى حاكم الحبشة "النجاشي" عندما هاجر بعض المسلمين بقيادة "جعفر بن أبي طالب" إلى هناك، وكانت أشعاره تتضمن دعم جعفر وسائر المسلمين الدفاع عنهم.
وأضاف: ينبغي عند دراسة أشعار أبي طالب أن نراجع الأحداث التاريخية؛ إذ أن أشعاره كانت ينشدها في ظروف خاصة، وكانت متميزة حتى أجبرت الأعداء أن يعترفوا بها في الدفاع عن الرسول الأعظم (ص).
* كيفية تأليف دواوين كبار الشعراء على مدى التاريخ
وفيما يتعلق بكيفية تأليف دواوين الشعراء بيّن مدير مؤسسة أبي طالب الثقافية للبحوث: في تلك العصور المتقدمة لم يجمع الشعراء أشعارهم في الديوان كما نشاهده اليوم، فكان هناك رواة يرون شعرهم ويجمعونه، ولم يكن للشعراء دورا مباشرا في جمع أشعارهم في الديوان، على سبيل المثال الديوان المنسوب إلى الإمام علي (ع) منذ زمن الأئمة حتى يومنا هذا جمع بخمسة أو ستة أساليب حتى أصبح له نسخ عديدة، وهذا يصدق على سائر الشعراء، كما أكد سماحته على الدراسة التخصصية للكتاب الذين قدموا بحوثا حول أبي طالب أو المصنفين الذين تطرقوا إلى جمع أشعاره.
* تاريخ تأليف دواوين أشعار أبي طالب (ع)
وبين صباحي أن أول من جمع أشعار أبي طالب في ديوان هو أبو هفان عبد الله بن أحمد بن حرب المهزمي البصري" تحت عنوان "ديوان أبي طالب بن عبد المطلب" في القرن الثالث برواية الأديب واللغوي الشهير ابن جني. ولد أبو هفان في أواخر القرن الثاني للهجرة وقد وثقوه العلماء والشعراء وهو شيعي، ترعرع في أسرة ينبع منها الشعر في كان اثنان من أعمامه شعراء ومن أساتذته، ذكره النجاشي في رجاله وعد أسرته من الأسر الشيعية، كان من أئمة لغوي، ورحل من البصرة إلى بغداد، وقد جمع أبو هفان 414 بيتا من شعر أبي طالب وأفضل من حقق ديوانه هو "محمد حسن آل ياسين"، فذكر المصادر مع شرح قليل لها في هوامش الديوان.
وتابع رئيس مؤسسة أبي طالب (ع) للبحوث: الشخص الثاني الذي جمع أشعار أبي طالب تحت عنوان ديوان أبي طالب هو علي بن حمزة البصري التميمي، وقد ألف ديوان لأبي طالب دون أي ارتباط وعلم من الديوان الذي جمعه أبو هفان، وعدد أبياته يزيد على الأبيات الذي جمعه أبو هفان بـ 180 بيتا أي جمع ابن حمزة 597 بيتا من شعر أبي طالب.
وعن خصائص الديوان الذي ألفه علي بن حمزة التميمي قال صباحي الكاشاني: هذا الكتاب كتاب موثق حتى أن رواته من الشخصيات البارزة في علم رجال الشيعة والسنة، ومن خصائص هذا الديوان أن العلامة المجلسي اعتمد عليه ونقل عنه كمصدر من مصادر "بحار الأنوار"، كما أن علماء السنة أيضا نقلوا عنه في موسوعاتهم، على سبيل المثال: ابن حجر العسقلاني في "الإصابة"، والبغدادي في "خزانة الأدب".
* إهمال الشيعة و1000 سنة من الفتور أمر غريب!
ولفت سماحته إلى أنه ما عدا هذين الديوانيين الشاملين واللذان يحتويان على آراء أبي طالب عن النبي (ص)، لم نرى شيئا حول شعر أبي طالب لمدة 1000 سنة! أي: بعد هذين الكتابين حتى سنة 1393 هـ ق الموافق 1950 للميلاد ليس هناك أي تأليف حول شعر أبي طالب، ويعد هذا إهمال حتى من قبل علمائنا الشيعة وكبار المحققين.
* أهمية أشعار أبي طالب (ع) في الدفاع عن النبي (ص)
ومن جانبه تحدث حجة الإسلام "أحمدي الطهراني" حول "السبب في أهمية دراسة دواوين شعر أبي طالب (ع)"، مصرحا أن هناك ضرورة لدراسة أشعار أبي طالب، وذلك لفهم وتبيين دفاعه عن النبي (ص).
وفيما يرتبط بشروح لامية أبي طالب قال سماحته هناك خمسة شروح لها، وتابع: قد أشاد بهذه القصيدة كبار علماء أهل السنة، مضيفا أن رشيد رضا وهو من علماء أهل السنة قال يا ليت كل طالب يدرس آداب اللغة العربية يحفظ هذه القصيدة، ويستفاد من بلاغتها؛ إذ أن هذه القصيدة تحتوى على مضامين عالية ومفاهيم قيمة، ويمكن لطلاب الآداب ان ينتفعوا بها.
والجدير للذكر، سينعقد "المؤتمر الدولي لأبي طالب ناصر الرسول الأعظم (ص)" برعاية "المجمع العالمي لأهل البيت (ع)" وبمشاركة "العتبة الحسينية المقدسة"، و"ومؤسسة أبي طالب (ع) للبحث والنشر"، و"المجمع التقريب بين المذاهب الإسلامية"، و"المعهد العالي للعلوم والثقافة الإسلامية"، و"جامعة المصطفى (ص) العالمية"، و"مركز الحوزة العلمية لتعليم اللغات"، و"جامعة أهل البيت (ع) الدولية"، و"مؤسسة التراث النبوي الثقافية"، و"مركز دراسات الذرية النبوية"، و"مؤسسة القاسم بن الحسن (ع) الثقافية والدينية"، و"مؤسسة أبناء الرسول (ص) الثقافية والفنية"، وعدد من المؤسسات الدينية، والثقافية، كما أن آخر مهلة لإرسال المقالات 18 فبراير 2020 للميلاد.
المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام، منظمة غير حكومية وعالمية شيعية تعنى بنشر معارف أهل البيت عليهم السلام وترسيخ الوحدة الإسلامية والعمل على اكتشاف وتنظيم أتباع العترة الطاهرة (ع) وتعليمهم ودعمهم.
أنشئت المنظمة علي يد نخبة من الشيعة ويشرف عليها الولي الفقيه والمرجعية الشيعية العليا.
قد قامت المنظمة منذ تأسيسها بدور إيجابي في المستوي العالمي في ترسيخ أسس الوحدة بين مختلف المذاهب الإسلامية.